تخفي المكاسب الهائلة التي تمّ تحقيقها في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الثلاثين الماضية في مجال صحة وحقوق النساء واقعًا أقل بريقًا، وفقًا لتقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان حول حالة سكان العالم برسم سنة 2024، والذي تم إطلاقه يوم الاثنين 15 يوليوز 2024 في بركان، بمناسبة اليوم العالمي للسكان.
ويُسلّط التقرير المعنون "أقدارٌ مغزولة بخيوطِ الأمل " الضوء على حقيقة مثيرة للقلق، وهي أنّ عدداً كبيراً جداً من النساء والفتيات لا يتمكّنّ من الحصول على وسائل تنظيم الأسرة وعلى خدمات الولادة المأمونة وخدمات رعاية الأمومة المحترمة، وغيرها من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الأساسية.
تُصادف هذه السنة الذكرى الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي انعقد في القاهرة والذي يُعدّ لحظة تاريخية بارزة التزمت فيها 179 حكومة بوضع الإنسان على قائمة أولويات التنمية المستدامة. مع ذلك، فإن التقدّم المحرز مهدّد بالخطر، إذ لا تزال الملايين من النساء والفتيات متخلفات عن الركب، كما أن التقدّم على صعيد التدابير الرئيسية تباطأ أو توقف، وهذا يتجلى في وفاة 800 امرأة يومياً أثناء الولادة، الرقم الذي لم يتغير منذ 2016. فضلاً عن ذلك حوالي واحدة من كل 10 نساء غير قادرة على اتخاذ قرارات بنفسها بشأن وسائل تنظيم الأسرة. وفي 40 بالمائة من البلدان التي تتوافر عنها بيانات، تأخذ الاستقلالية الجسدية للنساء بالانخفاض.
يُسلّط التقرير الضوء على أهمية تصميم برامج مخصصّة لتناسب احتياجات المجتمعات، مشدّداً على أهمية تمكين النساء والفتيات من تطوير وتنفيذ حلول مبتكرة. وتشير تقديراته أيضاً إلى أنّنا إذا أنفقنا 79 مليار دولار أمريكي إضافي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030، فسنتجنّب 400 مليون حالة حمل غير مخطط لها، وننقذ حياة مليون شخص، ونحقق منافع اقتصادية بقيمة 660 مليار دولار.
تقرير حالة سكان العالم هو المنشور الرئيسي السنوي الذي يصدره صندوق الأمم المتحدة للسكان. يُنشَر التقرير سنوياً منذ عام 1978، ويلقي الضوء على القضايا الناشئة في مجال السكان والتنمية، يعيدها إلى الواجهة ويستكشف التحديات التي تفرضها والفرص التي تتيحها أمام التنمية الدولية. ويشتمل تقرير هذه السنة على مساهمات من العديد من الشركاء: مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وشعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغيرهم.