أنت هنا

هناك الكثير من الأشياء التي لم أكن أعرفها عن الدورة الشهرية. أما الآن فأنا أدرك ما عليّ توقعه

تمثل محدودية الوصول إلى المعلومات والمعارف الصحية بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية و الصحة أثناء الدورة الشهرية تحديا كبيرا. ففي المغرب، صرحت 53٪ من الفتيات بأنهن أصبن بصدمة عند ظهور الدورة الشهرية الأولى عندهن.

وتساهم الخرافات والأفكار المغلوطة حول الدورة الشهرية في عدم حصول العديد من الفتيات المراهقات على كل المعارف اللازمة لإدارتها.

وقد تصبح محدودية الوصول إلى المعلومات خطيرة إذا انضافت إلى عدم الحصول على منتجات النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية أو عدم وجود مرافق صحية آمنة خاصة في المدارس، فإن هذه العوامل قد تدفع الفتيات إلى الانقطاع عن الدراسة وعرقلة مستقبلهن.

وتعتبر الفتيات اللواتي يعشن في كنف الأسر الأكثر  فقرا وهشاشة أكثر عرضة للخطر كما أنهن قد يصبحن ضحايا لزواج الأطفال والحمل المبكر.

وقد يكون هذا المسار فتاكا بالنسبة للمراهقات. فالفتيات بين 15 و 19 سنة هن أكثر عرضة لمضاعفات الحمل والولادة والتي لا تزال السبب الرئيسي للوفاة بين المراهقات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

لتجنب هذه التوجهات وإنقاذ حياة ومستقبل 3 ملايين فتاة شابة في المغرب، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع شركائه من المؤسسات والمجتمع المدني حتى لا تُحرم أي فتاة من حقوقها بسبب الدورة الشهرية.

في السابق، كنت أخشى فترات الدورة الشهرية. لكنني الآن تجاوزت هذا الشعور

للتأكيد على أن الدورة الشهرية ظاهرة طبيعية وصحية، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المجتمع المدني لتنظيم جلسات توعوية مع الفتيات كما يتم إزالة الستار عن الإقصاء والوصم المرتبطين بالدورة الشهرية والذي من شأنه تقويض الكرامة الإنسانية.ففي 2021، تم الوصول إلى أكثر من مائة فتاة مراهقة وتشجيعهن على التعبير.

وفي الوقت نفسه، تم توفير أكثر من 25000  حقيبة من مستلزمات النظافة الشخصية للفتيات الأكثر هشاشة في العديد من المؤسسات بما في ذلك دور الأيتام ودور الطالبات والمؤسسات السجنية.

وليست الفتيات المراهقات المعنيات الوحيدات بالقضية، إذ يمكن للفاعلين السياسيين والأسر والأطر المدرسية والطبية أن يلعبوا أدوارًا مهمًة للغاية في تمكين الفتيات من التمتع بحقوقهن بشكل كامل.

في ماي 2021 ولأول مرة في المغرب، احتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان باليوم العالمي للنظافة الشخصية خلال فترة الطمث. وقد ساهم هذا العمل في تسليط الضوء على صحة الفتيات، بما في ذلك الصحة أثناء الدورة الشهرية، وزيادة الوعي بين صانعي القرار بشأن التحديات الرئيسية وسبل العمل في هذا المجال.

وقد تم إطلاق حملة رقمية لدعم هذه النقاش وتشجيعه بمناسبة اليوم الدولي للفتاة الذي جرى الاحتفال به في أكتوبر الماضي، وتم الوصول من خلال ذلك إلى أكثر من مليون شخص في المجال الرقمي.

ولقد تم أيضا إشراك الرجال والفتيان من خلال شريط فيديو توعوي، تم إنتاجه في إطار الحملة من أجل عمل شمولي ومستدام.