بعيدًا عن الأحكام المسبقة والصور النمطية، قابلت مريم كونسة، قائد ممتاز- إطار في قسم التأهيل والعمل التربوي والاجتماعي - المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، العديد من نزلاء المؤسسات السجنية الشباب الذين يتوقون إلى مستقبل أفضل. وتقول مريم في هذا السياق: " لقد تغيرت نظرتي على مر السنين".
وأخذا بالاعتبار تكوينها المتخصص في علم النفس، فإن الأمر يتعلق بتوفير المعلومات والتوعية والمهارات لهؤلاء الشباب في وضعية، لضمان حمايتهم من المخاطر التي تهدد صحتهم ورفاههم، لا سيما تلك المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من برامج التوعية والخدمات الصحية انبثقت من خلال التعاون بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وصندوق الأمم المتحدة للسكان. فقد أتاح ذلك تعزيز مهارات الموارد البشرية للقسم الاجتماعي والمؤسسات السجنية وكذلك إطلاق الأنشطة الترفيهية والثقافية التي تسمح للشباب بالاستعداد بشكل جيد للحياة خارج السجن.
ولعل الارتكاز على اللعبة التربوية مع نزلاء المؤسسات السجنية يساعد على تبني مواقف مسؤولة فيما يتصل بالصحة والرفاه ويعتبر بذلك أحد أكثر البرامج ابتكارًا.
وتشرح مريم أن اللعب يتيح لهم إطلاق العنان للخيال، مما يشجعهم على استكشاف أنفسهم والتعبير عما يخالجهم بشكل مختلف. إنها أيضًا طريقة لإرساء علاقة جديدة بين المنشطين و القاصرين، بما يسمح لهؤلاء باستعادة تقدير الذات.
وتندرج لعبة 'إنقاد الجدة' في هذا الإطار، حيث تخبرنا مريم بأن : "اللعبة باللهجة المغربية مناسبة نزلاء المؤسسات السجنية القصر الذين غالبًا ما يكون لديهم مستوى تعليمي منخفض". وتسعى تحديات اللعبة إلى بناء المعارف في مجالات حياتية متعددة ، بما في ذلك الصحة والرفاه.
وقد شجعت مبادرات إبداعية أخرى نزلاء المؤسسات السجنية الشباب على التعبير من خلال الإنتاج الموسيقي والرسم. وألهمت هذه التجربة المتدخلين في المشروع لوضع هذا النهج في قلب العمل مع النزلاء الأكثر عرضة للخطر.
هذه القصص والشهادات الإنسانية مقتطفة من مجلة "بصمات نسائية: نساء مغربيات وجدن لتكن مكافحات" والتي تصدر كجزء من مشروع "تعزيز حقوق الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات والمساواة بين الجنسين في المغرب" والذي يتم تنفيذه بدعم من الشؤون العالمية الكندية.